| قال كريم هلال الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار سي.آي كابيتال إن الكثير من المستثمرين الأجانب علي مدي الأسابيع الثلاثة الماضية وجميعهم يرون أن كل ما حدث إيجابي. |
مشيرا إلي أن مصر تتجه نحو حكم مدني ديمقراطي وتطهير واضح للفساد... أيا كان من يقود السيارة لن تتغير الوجهة وذلك في إشارة إلي قيادة عجلة النمو الاقتصادي في البلاد. وعلي مدي18 يوما خرج مصريون في تظاهرات حاشدة انطلقت في25 يناير للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس مبارك وبتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واسعة النطاق. وأدت التظاهرات في نهاية الأمر إلي إعلان مبارك يوم الجمعة الماضي تنحيه عن الحكم بعد30 عاما قضاها في منصبه وتسليم السلطة للجيش الذي قال انه سيحكم البلاد فترة انتقالية تستمر ستة اشهر او حتي اجراء انتخابات كما اعلن خطوات من بينها حل البرلمان وتعطيل الدستور. وأضاف هلال أن العوامل الأساسية الدافعة للنمو ومن بينها ارتفاع معدل السكان وزيادة الاستهلاك والحاجة الماسة لتطوير البنية الأساسية لا تزال موجودة ولم تتغير, موضحا أنه علي المدي المتوسط ستظل العوامل الأساسية الدافعة للنمو كما هي دون تغيير...لكن مع ذلك هناك ضرورة ملحة للسعي وراء تنفيذ خطة التنمية بصورة أسرع من ذي قبل. وفي سؤال حول مدي تقبل الأجانب لحالة عدم التيقن حاليا أشار إلي أنه حتي خلال حكم مبارك كانت هناك حالة من عدم التيقن بشأن قضية التوريث ونقص الديمقراطية وارتفاع مستوي الفساد والمحسوبية والرشوة لكننا تمكنا الآنمن إلغائها...لكن يبقي هناك خيط رفيع إذ أنه لا يجب إساءة فهم حركة التطهير من الفساد كمعركة ضد الرأسمالية أو حرب ضد رجال الأعمال الناجحين. وعلي مدي30 عاما تحت قيادة مبارك أصبحت مصر حليفا مهما للولايات المتحدة ومحور الاستقرار الرئيسي في الشرق الأوسط. ومع انتهاء حكمه يخشي كثيرون من أن يؤدي فراغ السلطة إلي ظهور نظام جديد معاد للرأسمالية الغربية ولإسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة. ومن غير المؤكد ما الذي ستسفر عنه التطورات. إلا أن المسؤولين الحكوميين والمستثمرين عموما إلي جانب أغلبية المصريين يساورهم أمل كبير في حكومة وسوق أكثر انفتاحا. وتوقع هلال أن تحتفظ الغالبية العظمي من المستثمرين الاجانب باستثماراتها وأن تنتهج سياسة الانتظار والترقب فيما سينتهز البعض الفرصة الحالية لتنفيذ عمليات شراء مستبعدا ظهور عمليات بيع بدافع الذعر. وأوضح بأنه اتضح ذلك من أداء شهادات الإيداع الدولية كما أنه علي مدي الأيام الماضية انهت معظم البنوك تعاملاتها باحتياطيات صافية. وتابع يعد مزاد أذون الخزانة الأخير للبنك المركزي مؤشرا مهما جدا إذ شهد زيادة كبيرة في الطلب مقارنة بالمعروض وخاصة من جانب الأجانب وهذا ليس موقف من يعتزم الخروج( من السوق. وباعت مصر في يوم الأحد الماضي أذون خزانة لأجل19 و662 يوما بما قيمته5.6 مليار جنيه مصري(1.1 مليار دولار) في ثالث مزاد من نوعه منذ إعادة فتح البنوك بعد إغلاق دام أسبوعا بسبب اضطرابات سياسية. وغطي البنك المركزي كامل قيمة الطرح. وأكد هلال ربما نشهد هدوءا لفترة لكن النتائج النهائية ستظهر تدفقا هائلا للاستثمارات. كما سنشهد تدفقا من جانب المستثمرين المحليين. ورغم عدم التيقن السياسي في المدي القصير يري المستثمرون أن الثورة البيضاء كما يطلق عليها كثير من المصريين فرصة للاستحواذ علي حصة سوقية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان. وقال لاري سيروما من نايل كابيتال مانجمنت ستكون هناك ديمقراطية وشفافية وسيؤدي ذلك إلي مزيد من النمو الاقتصادي... إنها فرصة كبيرة للاستثمار في مصر. وردا علي سؤال حول القطاعات التي سيركز عليها المستثمرون قال هلال أعتقد أنهم سيركزونعلي كل القطاعات إلا أن هناك ضورة بتنفيذ مقترحات تطوير البنية الأساسية. خرج الناس إلي الشوارع متبنيين أجندتين أولاهما سياسية تطالب بالحرية والديمقراطية والاخري تطالب بتوفير الوظائف والعدالة الاجتماعية...كل ذلك لا يمكن التعامل معه إلا من خلال تطوير الاقتصاد بصورة عاجلة. لا يمكن أن نحقق نموا في الناتج المحلي الإجمالي دون تطوير البنية الاساسية علي نطاق واسع. وبلغت قيمة الاقتصاد المصري نحو712 مليار دولار العام الماضي وهو ما يعادل نصف اقتصاد السعودية الغنية بالبترول. ويعتمد اقتصاد مصر علي الاستثمارات الأجنبية والسياحة وإيرادات قناة السويس. وأوضح هلال هناك شيء إيجابي للغاية لا يراه الأجانب ويجب أن نوضحه لهم وهو أنه أصبح هناك إحساس متجدد بالملكية. الناس يشعرون أن البلد أصبح بلدنا مرة أخري. هناك تحول في طريقة تفكير الناس الذين انتهجوا سلوكا جديدا...أري أن ذلك سيترجم إلي أخلاق عمل جديدة من شأنها أن ترفع الإنتاجية... ربما يتيح هذا مجالا لتوقعات أفضل كثيرا. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق