لا يمكن لمن يزور منطقة السوق القديم في مدينة شرم الشيخ، ألا يتوقف أمام مقهي قصر الشوق أو مقهي الثورة كما يسميه رواد المنطقة، فهناك صورة كبيرة للجنيه المصري تتصدر المكان، والأعلام المصرية تغطي كل أرجائه.
وتكتمل هذه الصورة الجميلة بحالة من السعادة بدت علي وجوه رواد المقهي فسرتها أغنية " ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم " للمطرب علي الحجار، والتي اختارها الكثيرون كنغمة لهواتفهم المحمولة، لكي تكون مواكبة للأحداث التي تشهدها مصر بشكل عام وشرم الشيخ تحديدا.
صاحبا المقهي علاء سنوسي وعصام إبراهيم كان لفرحتهما سبب آخر، وهي أن المقهي شهد اجتماعات ثورة الشباب واليوم يشهد فرحتهما بنجاحها بعد قرار حبس مبارك، والثاني أن بإمكانهما الآن فتح خزائن حكايات رجال أعمال مبارك، ليس من باب الشماتة، لكنها فضفضة هدفها أن نأخذ عبرة من أخطاء الماضي لنبني مستقبلا مشرقا.
سألناهما: كيف أفهم فرحتكما بقرار حبس مبارك، وأنتم في شرم الشيخ من خرجتم بمظاهرات لتأييده بعد خطابه الثاني؟
لم تكن مظاهراتنا تأييدا لمبارك، لكنها كانت تأييدا للاستقرار، لكن أتضح فيما بعد أن شباب ميدان التحرير كانوا علي حق.
قلتما أنكما في شرم الشيخ أدركتما ان شباب التحرير كان علي حق، فلماذا إذن تعارضان الاحتجاج أمام مستشفي شرم الشيخ؟
المحتجون أمام مستشفي شرم الشيخ لا يمتون لشباب الثورة بصلة، ثم ان وقفتهم تضر بالسياحة، ولا يمكن أن نقبلها خاصة أنها ليست ذات معني بعد ان أصدر النائب العام قرارا بحبس مبارك.
لماذا لا تفترضون أنهم أشخاص تعرضوا للظلم من نظام مبارك؟
وهل هناك من تعرض للظلم أكثر منا، نحن نعيش في مدينة رجال أعمال مبارك، ولكما أن تتخيلا ماذا تعني مدينة رجال أعمال مبارك.
ماذا تعني؟
تعني قلة محيطة بمبارك أكلت كل شيء ورفضت لغيرها أن يشاركها ولو علي الفتات.
وهل هذه القلة هي التي أججت بداخلكم مشاعر الثورة؟
قطعا فهذه القلة استفزتنا بحكايات فسادها التي لا تنتهي.
فسادها أم فساد من سهل لها؟
الاثنان لا ينفصلان عن بعضهما، فمن الحكايات المعروفة في شرم الشيخ ان جمال عمر، الذي يطلق عليه هنا الرجل الخفي في حياة مبارك، كان يقول لأصحابه أنا رايح أتغلب لممدوح بيه في الطاولة عشان يديني قطعة أرض " ممدوح بيه هو محافظ جنوب سيناء الأسبق ممدوح الزهيري "، وتحول هذا الرجل من مدرس جاء من فترة إعارة بالكويت في التسعينات إلي أحد إمبراطورات شرم الشيخ.
توقعت أن تبدأ حكاياتك بحسين سالم؟
الاثنان علي فكرة كان يتنافسان علي حب مبارك وكسب وده بإهدائه فيلات وقصور، فعندما بني حسين سالم الفيلا 212 للرئيس، بني له جمال عمر فيلا أخري، فرد عليه حسين سالم بمسجد.
دعونا نخرج من نطاق حكايات الماضي المستفزة، ونسأل عن المستقبل، كيف ترون مستقبل مدينتكم؟
لن نتحدث عن المستقبل، قبل أن نقول حكاية أخيرة من حكايات الماضي المستفز، وأكيد انتم سمعتم عن هذه الحكاية وهي "المخدرات ديلفري ".
فكل من يزور شرم الشيخ يعرف أن المخدرات تباع علانية في شوارع يعرفها الناس بالاسم، بل ووصل الأمر إلي حد أنها أصبحت" تباع ديلفري "، يعني تطلبها وأنت في بيتك ويجيلك مندوب بيها، زيها زي ما تكون بتطلب أكل.
وكيف تري السبيل لحل هذه المشكلة ؟
نقضي علي أصل المشكلة وهو كما يعرف كل العاملين بشرم الشيخ وجود صفقة بين الأمن وتجار المخدرات، يمنحهم الأمن بمقتضاها الحرية في البيع، مقابل عدم الإتيان بأفعال وتصرفات من شأنها ترويع السياح وإحداث خلل أمني بالمدينة.
و لابد ان تعود الشرطة بقوة.
المصدر جريده الاخبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق