المصدر جريده الاهرام
تطايرت من وثائق أمن الدولة التى كشفت بعد اقتحام مقرات الجهاز أن الرئيس السابق حسنى مبارك تعرض لأربع محاولات اغتيال فى منتهى الخطورة، ولم تذكر الوثائق تفاصيل هذه المحاولات أو كيف جرت، مجرد عناوين كبيرة..
وينشر الأهرام اليوم تفاصيلها، مع الأجواء التى أديرت بها مصر، من باب العبرة والتعلم، لنفهم ماذا جرى وكيف نمنع تكراره.
مائدة عامرة أقرب إلى موائد الملوك والأباطرة يتصدرها الجمبرى الجامبو الفاخر، على رأسها جلس وزير الداخلية حبيب العادلى وكبار قيادات الدولة والحزب، وبجواره صاحب الدعوة مساعد أول الوزير ويحيط بهم كبار الضباط.
انتهى الطعام والكلمات المعسولة وووصلة النفاق التى تصاحب مثل هذه الجلسات، فنظر العادلى إلى وزير ماليته إذا جاز هذا التعبير وهو صحيح، والمقصود هو مساعده للشئون المالية وقال له: لازم نكافئ الراجل اللى رفع رأسنا. شقة على نيل المنصورة!
وقبل صاحب الدعوة الهدية، وباع وصلها بأكثر من مليون جنيه..
المدهش أن هذا اللواء كان أبنه طالبا فى كلية الشرطة بالصف الثالث، وضبط هو وخمسة من زملائه ومعهم نصف كيلو حشيش من أجود الأنواع، وأحيلوا إلى مجلس تـأديب، فصلهم جميعا من الكلية..
لكن الأبن عاد بعد فترة بقرار من الوزير، وهو الأن ضابط مباحث.
كانت مصر تدار على المزاج، تكية مركزية، حولها تكايا صغيرة فى كل موقع..ولم يكن تصرف حبيب العادلى مع صاحب الدعوة إلا استنساخا لتصرفات الرئيس مع رجاله..
ويقال والعهدة على الراوي، والراوى من أهل الثقة، إن الرئيس حسنى مبارك لو ابتسم مصادفة وهو ينظر ناحية شخص، فأن طاقة القدر «تنفتح» أمام هذا المحظوظ، ولو أشاح الرئيس بيده يهش ذبابة حطت على رأسه فجأة، تنهار الدنيا على دماغ هذا التعيس وتبتلعه أبواب جهنم!
كانت مصر كلها تتحرك «لإرضاء» الرئيس وليس لإدارة حياة المصريين ومواردهم بكفاءة، فكانت الحروب والصراعات تندلع وتخمد بين كل مؤسسات الدولة والشخصيات العامة والمناصب الرفيعة لتقترب من الرئيس وتحوز على رضاه بأى ثمن وبأى وسيلة مهما كانت دناءتها..
وكان طبيعيا أن تفسد وزارة الداخلية، فيجد حبيب العادلى نفسه مديرا لمباحث أمن الدولة، ثم وزيرا يحكم مصر من مكتبه فى لاظوغلى..
وفى رأيى كثير من ضباط الداخلية الكبار أن الوزارة انقلب حالها بعد زكى بدر، ويصفونه - مهما كان رأينا فيه بأنه أخر وزير داخلية «حق وحقيقي»، ومن بعده راحت المعاول تضرب فى أرجاء المكان، وكان سلفه شيخ العرب اللواء » محمد عبد الحليم موسي« رجلا طيبا، أقرب إلى شيخ الطريقة منه إلى الضابط، وشيخ الطريقة لا يعمل بالقانون وإنما بالجلسات العرفية والصلح خير وقراءة الفاتحة، أما ضابط الشرطة فدوره فى المجتمع مرهون بالقانون وإجراءاته، فإذا فرط فيهما، يحل العنف والبلطجة محلهما.
وقد وصل الحال بإهمال القانون أيام عبد الحليم موسى فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى إلى حد مخيف، فكان مدير أمن المنيا مثلا يرسل سيارته بسائقه إلى »الدكتور بشير« تجئ به من بيته، فيدخل عليه بجلبابه وسلاحه الألى على كتفه، و«بشير« واحد من قيادات العنف فى الصعيد، وكان مطلوبا على ذمة قضايا قتل!
وارتبطت أسباب الزيارات المباركة إما بحادث طائفى هنا أو هناك، أو خبر عن عملية قبل وقوعها، أو تحركات فى قرية تثير قلقا وتوترا وقد يسمعون بها فى القاهرة.
وبالرغم من هذا لم تتوقف مذابح الصعيد وقتها.
فقرر الرئيس تغيير وزير الداخلية. وطلب من معاونيه ترشيح أسما بديلا.
وجاء حسن الالفى من نفس المكان الذى جاء منه زكى بدر وعبد الحليم موسى محافظ اسيوطّ، والألفى كان له تاريخ جيد فى مباحث الأموال العامة, وأخذ موقفا حازما وقتها من عبد الخالق المحجوب وكيل وزارة الاقتصاد شقيق رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق الذى أغتيل فى أكتوبر 1990، ولم يجامله، وقدمه للمحاكمة فى قضية رشوة فحبس ثلاث سنوات.
لكن حسن الألفى الوزير كان شيئا مغايرا تماما، قصص لا تحكى فى جريدة مثل الأهرام لها تقاليد فى حفظ أسرار الناس الخاصة، فأولاد الحرام فى الداخلية أشطر من الشيطان أحيانا ، مثلا عند تشكيل حكومة كمال الجنزورى الأولى فى يناير عام 1996، سافر حسن الألفى على رأس وفد إلى تونس لحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب، وكان معه أحمد العادلى رئيس مباحث أمن الدولة قبل أن يترك منصبه بأسابيع، واللواء إبراهيم حماد، واللواء طارق سليم، واللواء علاء عباس من مكتب الوزير وعدد من كبار الضباط..
كان الوفد المصرى جالسا فى بهو الفندق بالعاصمة التونسية، مرت امراة فى غاية الحسن والجمال فى ثياب تكشف أكثر مما تغطي، لم يكتف الوزير بالنظرة الأولي، فهمس له واحد من ضباطه: هل تحب أجئ بها لك؟!
لم ينطق الوزير. فأسرع الضابط وراءها، وأوقفها وتحدث معها بضع دقائق..ثم عاد قائلا: ياباشا..هى مذيعة فى قناة لبنانية وتحب تعمل معك لقاء تليفزيونيا.
كان أحمد العادلى جالسا يكاد غيظه ينفجر فيمن حوله، فاكتسى وجهه بغضب شديد، ولم يستطع السيطرة على نفسه، فقال للضابط إياه: اللى دخلك كلية الشرطة ظلمك. أنت كنت تنفع جدا فى حاجات تانية!
وكان طبيعيا أن تظهر فى ذلك الوقت أول مجموعات يمكن أن نطلق عليها »ضباط البيزنس«، ضباط لا يهمهم الأمن بقدر ما يهمهم «البيزنس»، فـ«زى الشرطة» بكل ما يمثله من سلطة ونفوذ بالنسبة لهم مجرد «شركة استثمارية» فى كل شئ وأى شئ..
- كان أحمد العادلى فى ذلك الوقت طرفا فى صراعات عنيفة قاسية، صراعا مع الألفى وشلته على النفوذ والسلطة والاقتراب من الرئيس، وصراعا مع السيد عمر سليمان مدير المخابرات العامة على «حماية» الرئيس من محاولات الاغتيال..وكان عمر سليمان يشكوه دائما للرئيس: يا ريس أنه يحشر أنفه فى أشياء خارج سلطاته وأفسد علينا قضايا كثيرة كنا نتابعها ونعرف تفاصيلها.
وفى أحداث كثيرة اختلطت الصراعات مع بعضها البعض.
كان أحمد العادلى فى زيارة خارجية، مصاحبا للرئيس، وانتظره فى العاصمة الإيطالية روما محطة وصوله النهائية، ولم يكن حسن الألفى يرتاح إلى مثل هذه الرحلات، فأصدر قرارا بأن يصاحبه اللواء رءوف المناوى مدير العلاقات العامة والإعلام الأمنى ليكون رقيبا عليه..
فى تلك الأثناء اكتشف الوزير حسن الألفى أن أحمد العادلى يراقب تليفوناته هو والشلة..
فى مصر توجد ست غرف مراقبة بأجهزة حديثة..ثلاث فى الداخلية وثلاث خارج الداخلية.. فى الداخلية..غرفة لمباحث أمن الدولة، وغرفة للأمن العام التى يخرج لها إذون النيابة بالتنصت..وغرفة لمباحث القاهرة، ظلت مغلقة وفى عهدة مباحث أمن الدولة منذ نشأتها.
انتهزت شلة الألفى وجود أحمد العادلى خارج البلاد، واوعزت إلى الوزير بتسليم الغرفة لمباحث القاهرة، وفعلا اقتحموا الغرفة..وأغراهم الفضول فى البحث داخلها، فاكتشفوا أن جميع تليفوناتهم «مركوبة» حسب التعبير الفنى الذى يستخدمه ضباط الداخلية..وأدركوا أن أحمد العادلى يعرف عنهم كل شئ، يما فيها الأسرار والأملاك والصفقات والجولات الليلة للوزير ومن يصاحبهم فيها..
فكان قرار التخلص من أحمد العادلى واجبا..
قبلها حاولت الشرطة «رشوة» حبيب العادلى رشوة «مشروعة»، على طريقة «خيانة مشروعة» للمخرج خالد يوسف..
كان أحمد العادلى فى مكتبه، حين زاره لواء بالداخلية..
بالمناسبة مكتب مدير مباحث أمن الدولة هو مكتب مصطفى باشا النحاس زعيم الأمة، وكان قد أهداه إلى فؤاد باشا سراج الدين حينما شغل منصب وزير الداخلية فى أول الخمسينيات من القرن الماضى قبل قيام ثورة يوليو..
مكتب فخم عريض، جهزته المباحث بوسائل تسجيل صوت وصورة لمن يجلس أمام المدير دون أن يدري، يكفى أن يحرك المدير الكرسى الجالس عليه إلى الأمام، ضاغطا على «ذر» أسفل السطح، فتدور الأجهزة..
جلس اللواء وتحدث بهدوء عن مشروعات إنشائية كثيرة فى وزارة الداخلية تولتها شركة شهيرة تابعة للدولة حققت فيها ما يقرب من 400 مليون جنيه مكاسب، وأن الشركة قررت منح الداخلية وضباطها مكافأة 80 مليون جنيه، فكيف يمكن أن يوزع هذا المبلغ؟!
فرد أحمد العادلى بصوت عال: يعنى الركن المادى للرشوة موجود.
لم ينطق اللواء..فانهال عليه أحمد العادلى بالسباب والكلام الجارح القبيح، الذى أنهاه بقوله: أمشى أطلع بره.
ومن يومها وأحمد العادلى يسجل لوزارة الداخلية وبعض كبار ضباطها..
- لم يكن التخلص من أحمد العادلى سهلا..فالرجل أنقذ الرئيس من أربع محاولات اغتيال كما أشارت إليها دون تفاصيل وثائق أمن الدولة المستولى عليها مؤخرا..
الأولي: محاولة سيدى براني..رسمها واشرف على تنفيذها أحمد حسن عبد الجليل، واحمد حسن واحد من أخطر قيادات الجماعات الدينية، يسمونه الأستاذ والدكتور والمهندس، وهو من الرعيل الأول الذى سافر للجهاد فى أفغانستان، وتدرب على يد الأمريكان فى المعكسر الذى كان يعرف وقتها باسم «القاعدة»، واستطاع أحمد أن يجند ضابطا احتياطيا مهندسا فى قاعدة سيدى برانى الجوية «الطحاوى»، وكان هذا الضابط يعمل فى محطة الكهرباء..
كان الرئيس مبارك منذ فرض الحظر الجوى على ليبيا فى 15 إبريل 1992 بسبب إدانتها فى نسف طائرة لوكربى يسافر إلى طرابس لمقابلة العقيد معمر القذافى برا من سيدى برانى على الحدود المصرية الليبية، فكانت طائرته تحط فى القاعدة الجوية، ثم يستقل السيارة..إلى هناك ويعود بنفس الطريقة.
وفكر الإرهابيون فى «تلغيم» مدرج الإقلاع والهبوط، على أساس تفجير الطائرة عند هبوطها بكل ما فيها وتمكن الضابط الاحتياط من إدخال «مجموعة» فى ثياب طيارين، ونفذوا المهمة..
أغلب المعلومات التى تصل إلى أجهزة البحث لها طريقان: الاستجواب والمراقبات..
ورصدت مباحث أمن الدولة معلومة عن «الطحاوى» تشى بشئ خفى لاأكثر ولا أقل دون تفاصيل نقلتها إلى الأجهزة الأخرى المسئولة، فدارت عجلة الاستجوابات بسرعة فائقة.. فى الأول أنكر الطحاوي، وتعامل مع الموضوع بهدوء شديد، لكن دائرة الاستجواب توسعت فاعترف تفصيليا، وأرشدهم إلى شقة فى مرسى مطروح عثروا فيها على خمس شنط تحمل ما يزيد على 500 كيلو جرام من مادة «تى أن تي» على شكل قوالب، وديناميت.
عرف الرئيس مبارك بأمر الشقة ومحتوياتها، فأمر بتشكيل لجنة خاصة من شخصيات ذات حيثيات فى مراكزها، كان منهم على سبيل المثال الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية، وسافروا بطائرتين إلى سيدى براني، وأخرجوا 23 قالبا مزروعا فى المدرج، وكملوا عملهم بعد أن أخرجوا «مندوب مباحث أمن الدولة فى اللجنة» وكان وقتها الضابط أحمد رأفت، الذى أصبح نائب رئيس الجهاز وتوفى فى العام الماضي.
وجرت وقتها محاكمات وإحالة إلى المعاش لمن اتهموا بالتقصير.
الثانية: محاولة كوبرى الفردوس..ووضع الإرهابيون لغما مضادا للدبابات أسفل كوبرى الفردوس لتفجيره فى قيادة الحرس الخاص لرئيس الجمهورية خلال مرور موكب الرئيس عليه..ووضعوا الخطة على احتمالين..
1-إذا كان الرئيس قادما من صلاح سالم متجها إلى القلعة، فيفجرون الكوبري، فينحرف موكب الرئيس إلى اليمين الإجبارى حيث تقع مدينة البعوث، هناك تقف سيارة ملغمة بـ100 كيلو من المواد الناسفة، متصلة بسلك يمتد مائة متر إلى المدينة وينتهى بجهاز التفجير.
2-وإذا كان عائدا من الاتجاه العكسى إلى مصر الجديدة، ينحرف إلى المقابر التى تقع يمين الطريق وتنتظره سيارة ثانية محملة أيضا بـ100 كيلو من المواد الناسفة وتنفجر بنفس الطريقة من داخل المقابر.
الثالثة: محاولة كوبرى أكتوبر فى ميدان رمسيس وأيضا بسيارة ملغومة، ولم يقبل «المنفذ» أن يقوم بها فى اللحظات الأخيرة، لأن الميدان واسع والسيارة كانت ستوضع فى مكان ينتج عنها سقوط ضحايا أكثر من اللازم، فسلم نفسه واعترف بالعملية. وطبعا المحاولة الرابعة هى التى حدثت فى إديس أبابا، وأحمد العادلى هو الذى أصر على سفر سيارة الرئيس المصفحة والحرس الخاص بالسلاح الشخصي..وكانت معلومة قد وصلت إلى مباحث أمن الدولة من السودان، أن الجماعات تتدرب فى السودان على عملية كبيرة فى أديس أبابا..ولكن الرئاسة تشككت، واتصل رئيس الحرس الجمهورى بأحمد العادلى وقال له: المصادر الأخرى لا ترجح هذا الرأى..أنت ليه متأكد قوي
فرد العادلي: المعلومات صحيحة.
فرد رئيس الحرس: محضر التنسيق مع الجانب الأثيوبى لا يسمح لنا بحمل سلاح..
رد العادلى: مسألة يمكن حلها عند وصول الرئيس إلى هناك!
- أخرجت الصراعات أحمد العادلى من مباحث أمن الدولة، وقرر الألفى أو شلته إهانته، فاصطنعت سيارة فيات بها مجموعة من الرجال الأشداء «صداما» مع سيارة أبن احمد العادلى فى مدنية نصر بعد ثلاثة أيام فقط من خروجه، ونزلوا فى الأبن ضربا عنيفا وقاسيا أقرب إلى «علقة موت». وهمسوا فى أذنه قبل أن يغادروا المكان: قول لابوك ما تتكلمش عن أسيادك.
وعندما وصلت الرسالة إلى أحمد العادلي، سحب مسدسه من مكمنه، وحشاه بست طلقات، وقرر النزول إلى حسن الألفى وزير الداخلية فى مكتبه، لكن بعض ضباط أمن الدولة المقربين منه منعوه بالقوة وكانوا عنده فى البيت..فرفع سماعة التليفون وضرب رقم مكتب الرئيس الخاص وابلغه بالواقعة، فاتصل الرئيس بحسن الألفى وقال له: أمن أحمد وعائلته مسئوليتك الشخصية.
*** لم تتوقف الصراعات بين رئيس مباحث أمن الدولة ووزير الداخلية أبدا، لكن أكثر الصراعات تأثيرا على جهاز أمن الدولة كان بين حبيب العادلى وصلاح سلامة.. فى فترة حبيب العادلى الأولى وثق علاقته بالسيد عمر سليمان فكان يسانده ويعضده، ثم انقلب حبيب العادلى على السيد عمر سليمان ليقف فى صف جمال مبارك الوريث والسيدة والدته، فوفروا له الحماية ليعيش فى الداخلية أطول فترة فى تاريخها..
كان الرئيس مبارك قد أصدر قرارا لم ير النور قبل عشر سنوات، بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، لكن السيدة سوزان تدخلت ومنعت إعلانه.
وكان صلاح سلامة مدعوما من الرئيس والسيد عمر سليمان، ودار صراع شرس إلى درجة أن كلا منهما سجل للأخر وأخضع حياته وتليفوناته تحت المراقبة..
وكان العادلى يتعقب ضباط جهاز أمن الدولة لو شم او سمع أو وشى بهم أى واش أنهم يقفون فى صف سلامة، فيخرجهم من الجهاز ويبعدهم إلى أماكن لا تحتاج إلى مثل هذه المهارات.
وهو أيضا ما كان يفعله صلاح سلامة مع الضباط الذين يتورطون فى اتصالات مع الوزير دون أن يبلغوه بها وبأسبابها وبما قيل فيها.
فحدث نوع من التحلل والتفكك فى الجهاز بخروج قيادات ذات كفاءة وحرفية.. مع عمليات «التجريف» التى مارسها حبيب العادلى مع قيادات الأمن العام الأكفاء..لم تعد وزارة الداخلية تؤدى دورها لا فى الأمن العام ولا فى أمن الدولة..
لقد كسب ضباط البيزنس، خاصة أن الكبار جدا كان لا يعتمدون إلا على الضباط الذين يعملون عندهم لحسابهم الخاص: عقارات، أراض شركات مقاولات، شركات سياحة، فصار لمصر ضباط داخلية لديهم ثروات بالملايين وربما بالمليارات، فكان طبيعيا أن يحدث ما حدث مع ليلة الجمعة 28 يناير وهو الانفلات الأمني..فالبوادر كانت تعلن عن نفسها منذ وقت طويل.
تطايرت من وثائق أمن الدولة التى كشفت بعد اقتحام مقرات الجهاز أن الرئيس السابق حسنى مبارك تعرض لأربع محاولات اغتيال فى منتهى الخطورة، ولم تذكر الوثائق تفاصيل هذه المحاولات أو كيف جرت، مجرد عناوين كبيرة..
وينشر الأهرام اليوم تفاصيلها، مع الأجواء التى أديرت بها مصر، من باب العبرة والتعلم، لنفهم ماذا جرى وكيف نمنع تكراره.
مائدة عامرة أقرب إلى موائد الملوك والأباطرة يتصدرها الجمبرى الجامبو الفاخر، على رأسها جلس وزير الداخلية حبيب العادلى وكبار قيادات الدولة والحزب، وبجواره صاحب الدعوة مساعد أول الوزير ويحيط بهم كبار الضباط.
انتهى الطعام والكلمات المعسولة وووصلة النفاق التى تصاحب مثل هذه الجلسات، فنظر العادلى إلى وزير ماليته إذا جاز هذا التعبير وهو صحيح، والمقصود هو مساعده للشئون المالية وقال له: لازم نكافئ الراجل اللى رفع رأسنا. شقة على نيل المنصورة!
وقبل صاحب الدعوة الهدية، وباع وصلها بأكثر من مليون جنيه..
المدهش أن هذا اللواء كان أبنه طالبا فى كلية الشرطة بالصف الثالث، وضبط هو وخمسة من زملائه ومعهم نصف كيلو حشيش من أجود الأنواع، وأحيلوا إلى مجلس تـأديب، فصلهم جميعا من الكلية..
لكن الأبن عاد بعد فترة بقرار من الوزير، وهو الأن ضابط مباحث.
كانت مصر تدار على المزاج، تكية مركزية، حولها تكايا صغيرة فى كل موقع..ولم يكن تصرف حبيب العادلى مع صاحب الدعوة إلا استنساخا لتصرفات الرئيس مع رجاله..
ويقال والعهدة على الراوي، والراوى من أهل الثقة، إن الرئيس حسنى مبارك لو ابتسم مصادفة وهو ينظر ناحية شخص، فأن طاقة القدر «تنفتح» أمام هذا المحظوظ، ولو أشاح الرئيس بيده يهش ذبابة حطت على رأسه فجأة، تنهار الدنيا على دماغ هذا التعيس وتبتلعه أبواب جهنم!
كانت مصر كلها تتحرك «لإرضاء» الرئيس وليس لإدارة حياة المصريين ومواردهم بكفاءة، فكانت الحروب والصراعات تندلع وتخمد بين كل مؤسسات الدولة والشخصيات العامة والمناصب الرفيعة لتقترب من الرئيس وتحوز على رضاه بأى ثمن وبأى وسيلة مهما كانت دناءتها..
وكان طبيعيا أن تفسد وزارة الداخلية، فيجد حبيب العادلى نفسه مديرا لمباحث أمن الدولة، ثم وزيرا يحكم مصر من مكتبه فى لاظوغلى..
وفى رأيى كثير من ضباط الداخلية الكبار أن الوزارة انقلب حالها بعد زكى بدر، ويصفونه - مهما كان رأينا فيه بأنه أخر وزير داخلية «حق وحقيقي»، ومن بعده راحت المعاول تضرب فى أرجاء المكان، وكان سلفه شيخ العرب اللواء » محمد عبد الحليم موسي« رجلا طيبا، أقرب إلى شيخ الطريقة منه إلى الضابط، وشيخ الطريقة لا يعمل بالقانون وإنما بالجلسات العرفية والصلح خير وقراءة الفاتحة، أما ضابط الشرطة فدوره فى المجتمع مرهون بالقانون وإجراءاته، فإذا فرط فيهما، يحل العنف والبلطجة محلهما.
وقد وصل الحال بإهمال القانون أيام عبد الحليم موسى فى أوائل التسعينيات من القرن الماضى إلى حد مخيف، فكان مدير أمن المنيا مثلا يرسل سيارته بسائقه إلى »الدكتور بشير« تجئ به من بيته، فيدخل عليه بجلبابه وسلاحه الألى على كتفه، و«بشير« واحد من قيادات العنف فى الصعيد، وكان مطلوبا على ذمة قضايا قتل!
وارتبطت أسباب الزيارات المباركة إما بحادث طائفى هنا أو هناك، أو خبر عن عملية قبل وقوعها، أو تحركات فى قرية تثير قلقا وتوترا وقد يسمعون بها فى القاهرة.
وبالرغم من هذا لم تتوقف مذابح الصعيد وقتها.
فقرر الرئيس تغيير وزير الداخلية. وطلب من معاونيه ترشيح أسما بديلا.
وجاء حسن الالفى من نفس المكان الذى جاء منه زكى بدر وعبد الحليم موسى محافظ اسيوطّ، والألفى كان له تاريخ جيد فى مباحث الأموال العامة, وأخذ موقفا حازما وقتها من عبد الخالق المحجوب وكيل وزارة الاقتصاد شقيق رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب السابق الذى أغتيل فى أكتوبر 1990، ولم يجامله، وقدمه للمحاكمة فى قضية رشوة فحبس ثلاث سنوات.
لكن حسن الألفى الوزير كان شيئا مغايرا تماما، قصص لا تحكى فى جريدة مثل الأهرام لها تقاليد فى حفظ أسرار الناس الخاصة، فأولاد الحرام فى الداخلية أشطر من الشيطان أحيانا ، مثلا عند تشكيل حكومة كمال الجنزورى الأولى فى يناير عام 1996، سافر حسن الألفى على رأس وفد إلى تونس لحضور مؤتمر وزراء الداخلية العرب، وكان معه أحمد العادلى رئيس مباحث أمن الدولة قبل أن يترك منصبه بأسابيع، واللواء إبراهيم حماد، واللواء طارق سليم، واللواء علاء عباس من مكتب الوزير وعدد من كبار الضباط..
كان الوفد المصرى جالسا فى بهو الفندق بالعاصمة التونسية، مرت امراة فى غاية الحسن والجمال فى ثياب تكشف أكثر مما تغطي، لم يكتف الوزير بالنظرة الأولي، فهمس له واحد من ضباطه: هل تحب أجئ بها لك؟!
لم ينطق الوزير. فأسرع الضابط وراءها، وأوقفها وتحدث معها بضع دقائق..ثم عاد قائلا: ياباشا..هى مذيعة فى قناة لبنانية وتحب تعمل معك لقاء تليفزيونيا.
كان أحمد العادلى جالسا يكاد غيظه ينفجر فيمن حوله، فاكتسى وجهه بغضب شديد، ولم يستطع السيطرة على نفسه، فقال للضابط إياه: اللى دخلك كلية الشرطة ظلمك. أنت كنت تنفع جدا فى حاجات تانية!
وكان طبيعيا أن تظهر فى ذلك الوقت أول مجموعات يمكن أن نطلق عليها »ضباط البيزنس«، ضباط لا يهمهم الأمن بقدر ما يهمهم «البيزنس»، فـ«زى الشرطة» بكل ما يمثله من سلطة ونفوذ بالنسبة لهم مجرد «شركة استثمارية» فى كل شئ وأى شئ..
- كان أحمد العادلى فى ذلك الوقت طرفا فى صراعات عنيفة قاسية، صراعا مع الألفى وشلته على النفوذ والسلطة والاقتراب من الرئيس، وصراعا مع السيد عمر سليمان مدير المخابرات العامة على «حماية» الرئيس من محاولات الاغتيال..وكان عمر سليمان يشكوه دائما للرئيس: يا ريس أنه يحشر أنفه فى أشياء خارج سلطاته وأفسد علينا قضايا كثيرة كنا نتابعها ونعرف تفاصيلها.
وفى أحداث كثيرة اختلطت الصراعات مع بعضها البعض.
كان أحمد العادلى فى زيارة خارجية، مصاحبا للرئيس، وانتظره فى العاصمة الإيطالية روما محطة وصوله النهائية، ولم يكن حسن الألفى يرتاح إلى مثل هذه الرحلات، فأصدر قرارا بأن يصاحبه اللواء رءوف المناوى مدير العلاقات العامة والإعلام الأمنى ليكون رقيبا عليه..
فى تلك الأثناء اكتشف الوزير حسن الألفى أن أحمد العادلى يراقب تليفوناته هو والشلة..
فى مصر توجد ست غرف مراقبة بأجهزة حديثة..ثلاث فى الداخلية وثلاث خارج الداخلية.. فى الداخلية..غرفة لمباحث أمن الدولة، وغرفة للأمن العام التى يخرج لها إذون النيابة بالتنصت..وغرفة لمباحث القاهرة، ظلت مغلقة وفى عهدة مباحث أمن الدولة منذ نشأتها.
انتهزت شلة الألفى وجود أحمد العادلى خارج البلاد، واوعزت إلى الوزير بتسليم الغرفة لمباحث القاهرة، وفعلا اقتحموا الغرفة..وأغراهم الفضول فى البحث داخلها، فاكتشفوا أن جميع تليفوناتهم «مركوبة» حسب التعبير الفنى الذى يستخدمه ضباط الداخلية..وأدركوا أن أحمد العادلى يعرف عنهم كل شئ، يما فيها الأسرار والأملاك والصفقات والجولات الليلة للوزير ومن يصاحبهم فيها..
فكان قرار التخلص من أحمد العادلى واجبا..
قبلها حاولت الشرطة «رشوة» حبيب العادلى رشوة «مشروعة»، على طريقة «خيانة مشروعة» للمخرج خالد يوسف..
كان أحمد العادلى فى مكتبه، حين زاره لواء بالداخلية..
بالمناسبة مكتب مدير مباحث أمن الدولة هو مكتب مصطفى باشا النحاس زعيم الأمة، وكان قد أهداه إلى فؤاد باشا سراج الدين حينما شغل منصب وزير الداخلية فى أول الخمسينيات من القرن الماضى قبل قيام ثورة يوليو..
مكتب فخم عريض، جهزته المباحث بوسائل تسجيل صوت وصورة لمن يجلس أمام المدير دون أن يدري، يكفى أن يحرك المدير الكرسى الجالس عليه إلى الأمام، ضاغطا على «ذر» أسفل السطح، فتدور الأجهزة..
جلس اللواء وتحدث بهدوء عن مشروعات إنشائية كثيرة فى وزارة الداخلية تولتها شركة شهيرة تابعة للدولة حققت فيها ما يقرب من 400 مليون جنيه مكاسب، وأن الشركة قررت منح الداخلية وضباطها مكافأة 80 مليون جنيه، فكيف يمكن أن يوزع هذا المبلغ؟!
فرد أحمد العادلى بصوت عال: يعنى الركن المادى للرشوة موجود.
لم ينطق اللواء..فانهال عليه أحمد العادلى بالسباب والكلام الجارح القبيح، الذى أنهاه بقوله: أمشى أطلع بره.
ومن يومها وأحمد العادلى يسجل لوزارة الداخلية وبعض كبار ضباطها..
- لم يكن التخلص من أحمد العادلى سهلا..فالرجل أنقذ الرئيس من أربع محاولات اغتيال كما أشارت إليها دون تفاصيل وثائق أمن الدولة المستولى عليها مؤخرا..
الأولي: محاولة سيدى براني..رسمها واشرف على تنفيذها أحمد حسن عبد الجليل، واحمد حسن واحد من أخطر قيادات الجماعات الدينية، يسمونه الأستاذ والدكتور والمهندس، وهو من الرعيل الأول الذى سافر للجهاد فى أفغانستان، وتدرب على يد الأمريكان فى المعكسر الذى كان يعرف وقتها باسم «القاعدة»، واستطاع أحمد أن يجند ضابطا احتياطيا مهندسا فى قاعدة سيدى برانى الجوية «الطحاوى»، وكان هذا الضابط يعمل فى محطة الكهرباء..
كان الرئيس مبارك منذ فرض الحظر الجوى على ليبيا فى 15 إبريل 1992 بسبب إدانتها فى نسف طائرة لوكربى يسافر إلى طرابس لمقابلة العقيد معمر القذافى برا من سيدى برانى على الحدود المصرية الليبية، فكانت طائرته تحط فى القاعدة الجوية، ثم يستقل السيارة..إلى هناك ويعود بنفس الطريقة.
وفكر الإرهابيون فى «تلغيم» مدرج الإقلاع والهبوط، على أساس تفجير الطائرة عند هبوطها بكل ما فيها وتمكن الضابط الاحتياط من إدخال «مجموعة» فى ثياب طيارين، ونفذوا المهمة..
أغلب المعلومات التى تصل إلى أجهزة البحث لها طريقان: الاستجواب والمراقبات..
ورصدت مباحث أمن الدولة معلومة عن «الطحاوى» تشى بشئ خفى لاأكثر ولا أقل دون تفاصيل نقلتها إلى الأجهزة الأخرى المسئولة، فدارت عجلة الاستجوابات بسرعة فائقة.. فى الأول أنكر الطحاوي، وتعامل مع الموضوع بهدوء شديد، لكن دائرة الاستجواب توسعت فاعترف تفصيليا، وأرشدهم إلى شقة فى مرسى مطروح عثروا فيها على خمس شنط تحمل ما يزيد على 500 كيلو جرام من مادة «تى أن تي» على شكل قوالب، وديناميت.
عرف الرئيس مبارك بأمر الشقة ومحتوياتها، فأمر بتشكيل لجنة خاصة من شخصيات ذات حيثيات فى مراكزها، كان منهم على سبيل المثال الفريق أحمد شفيق قائد القوات الجوية، وسافروا بطائرتين إلى سيدى براني، وأخرجوا 23 قالبا مزروعا فى المدرج، وكملوا عملهم بعد أن أخرجوا «مندوب مباحث أمن الدولة فى اللجنة» وكان وقتها الضابط أحمد رأفت، الذى أصبح نائب رئيس الجهاز وتوفى فى العام الماضي.
وجرت وقتها محاكمات وإحالة إلى المعاش لمن اتهموا بالتقصير.
الثانية: محاولة كوبرى الفردوس..ووضع الإرهابيون لغما مضادا للدبابات أسفل كوبرى الفردوس لتفجيره فى قيادة الحرس الخاص لرئيس الجمهورية خلال مرور موكب الرئيس عليه..ووضعوا الخطة على احتمالين..
1-إذا كان الرئيس قادما من صلاح سالم متجها إلى القلعة، فيفجرون الكوبري، فينحرف موكب الرئيس إلى اليمين الإجبارى حيث تقع مدينة البعوث، هناك تقف سيارة ملغمة بـ100 كيلو من المواد الناسفة، متصلة بسلك يمتد مائة متر إلى المدينة وينتهى بجهاز التفجير.
2-وإذا كان عائدا من الاتجاه العكسى إلى مصر الجديدة، ينحرف إلى المقابر التى تقع يمين الطريق وتنتظره سيارة ثانية محملة أيضا بـ100 كيلو من المواد الناسفة وتنفجر بنفس الطريقة من داخل المقابر.
الثالثة: محاولة كوبرى أكتوبر فى ميدان رمسيس وأيضا بسيارة ملغومة، ولم يقبل «المنفذ» أن يقوم بها فى اللحظات الأخيرة، لأن الميدان واسع والسيارة كانت ستوضع فى مكان ينتج عنها سقوط ضحايا أكثر من اللازم، فسلم نفسه واعترف بالعملية. وطبعا المحاولة الرابعة هى التى حدثت فى إديس أبابا، وأحمد العادلى هو الذى أصر على سفر سيارة الرئيس المصفحة والحرس الخاص بالسلاح الشخصي..وكانت معلومة قد وصلت إلى مباحث أمن الدولة من السودان، أن الجماعات تتدرب فى السودان على عملية كبيرة فى أديس أبابا..ولكن الرئاسة تشككت، واتصل رئيس الحرس الجمهورى بأحمد العادلى وقال له: المصادر الأخرى لا ترجح هذا الرأى..أنت ليه متأكد قوي
فرد العادلي: المعلومات صحيحة.
فرد رئيس الحرس: محضر التنسيق مع الجانب الأثيوبى لا يسمح لنا بحمل سلاح..
رد العادلى: مسألة يمكن حلها عند وصول الرئيس إلى هناك!
- أخرجت الصراعات أحمد العادلى من مباحث أمن الدولة، وقرر الألفى أو شلته إهانته، فاصطنعت سيارة فيات بها مجموعة من الرجال الأشداء «صداما» مع سيارة أبن احمد العادلى فى مدنية نصر بعد ثلاثة أيام فقط من خروجه، ونزلوا فى الأبن ضربا عنيفا وقاسيا أقرب إلى «علقة موت». وهمسوا فى أذنه قبل أن يغادروا المكان: قول لابوك ما تتكلمش عن أسيادك.
وعندما وصلت الرسالة إلى أحمد العادلي، سحب مسدسه من مكمنه، وحشاه بست طلقات، وقرر النزول إلى حسن الألفى وزير الداخلية فى مكتبه، لكن بعض ضباط أمن الدولة المقربين منه منعوه بالقوة وكانوا عنده فى البيت..فرفع سماعة التليفون وضرب رقم مكتب الرئيس الخاص وابلغه بالواقعة، فاتصل الرئيس بحسن الألفى وقال له: أمن أحمد وعائلته مسئوليتك الشخصية.
*** لم تتوقف الصراعات بين رئيس مباحث أمن الدولة ووزير الداخلية أبدا، لكن أكثر الصراعات تأثيرا على جهاز أمن الدولة كان بين حبيب العادلى وصلاح سلامة.. فى فترة حبيب العادلى الأولى وثق علاقته بالسيد عمر سليمان فكان يسانده ويعضده، ثم انقلب حبيب العادلى على السيد عمر سليمان ليقف فى صف جمال مبارك الوريث والسيدة والدته، فوفروا له الحماية ليعيش فى الداخلية أطول فترة فى تاريخها..
كان الرئيس مبارك قد أصدر قرارا لم ير النور قبل عشر سنوات، بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس، لكن السيدة سوزان تدخلت ومنعت إعلانه.
وكان صلاح سلامة مدعوما من الرئيس والسيد عمر سليمان، ودار صراع شرس إلى درجة أن كلا منهما سجل للأخر وأخضع حياته وتليفوناته تحت المراقبة..
وكان العادلى يتعقب ضباط جهاز أمن الدولة لو شم او سمع أو وشى بهم أى واش أنهم يقفون فى صف سلامة، فيخرجهم من الجهاز ويبعدهم إلى أماكن لا تحتاج إلى مثل هذه المهارات.
وهو أيضا ما كان يفعله صلاح سلامة مع الضباط الذين يتورطون فى اتصالات مع الوزير دون أن يبلغوه بها وبأسبابها وبما قيل فيها.
فحدث نوع من التحلل والتفكك فى الجهاز بخروج قيادات ذات كفاءة وحرفية.. مع عمليات «التجريف» التى مارسها حبيب العادلى مع قيادات الأمن العام الأكفاء..لم تعد وزارة الداخلية تؤدى دورها لا فى الأمن العام ولا فى أمن الدولة..
لقد كسب ضباط البيزنس، خاصة أن الكبار جدا كان لا يعتمدون إلا على الضباط الذين يعملون عندهم لحسابهم الخاص: عقارات، أراض شركات مقاولات، شركات سياحة، فصار لمصر ضباط داخلية لديهم ثروات بالملايين وربما بالمليارات، فكان طبيعيا أن يحدث ما حدث مع ليلة الجمعة 28 يناير وهو الانفلات الأمني..فالبوادر كانت تعلن عن نفسها منذ وقت طويل.
للتصحيح في الخبر الطحاوي هو مدحت عبد العال الطحاوي مهندس وكان ضابط احتياط في مطار براني وعضو في الجماعه الاسلاميه قبل التجنيد في القوات الجويه وباقي المجموعه عسكرين في القوات الجويه وثلاثه مدانين ومنهم احمد حسن عبد الجليل وهو المدني الوحيد الذي دخل المطار لمده يوم واحد والمحاوله كانت تفجير موكب مبارك بتجهيز ١٢ عبوه في طريق صغير داخل المطار وليس للعادلي اي دور في الكشف عن المحاوله اوتفكيك المتفجرات لان الملف بالكامل كان في يد المخابرات الحربيه وتم اعدام ثلاثه وقتل الرابع والحكم علي ثلاثه بالسجن وانا واحد الثلاثه ( الباقين علي قيد الحياه ) ٠٠٠ خالد ابوالعز
ردحذف