اهم الوظائف

تكتل القوى الثورية يشيد بمنع توكل كرمان من دخول مصر

أكمل المقال
أشاد تكتل القوي الثورية موقف النائب العام على منع توكل كرمان من دخول مصر.. لما قد يسببه هذا من زيادة فى زعزعة الاستقرار من قبل جماعة الإخوان، مطالبا بسرعة التعامل مع اعتصامات رابعة والنهضة لما يسبب استمرارهم من خطر على الأمن القومى المصرى

وأكد التكتل في بيان له أن التكتل مكون من (حزب 6 أبريل - حزب الجبهة الديمقراطية - اتحاد شباب الثورة - حزب المساواة والتنمية - حزب العدل - ائتلاف ثوار مصر - اتحاد شباب ماسبيرو - حزب الدستور - حركة مينادانيال)

الكاتب فهمي هويدي يكتب .. نضحك أم نبكي

أكمل المقال
شريط الفيديو سجل شهادة أول الضحايا فى قضية قتل المتظاهرين. ظهر الشاب ممددا على سرير فى المستشفى، وهو يروى قصته. قال إنه توجه إلى ميدان التحرير يوم 28 يناير عام 2011، لينضم إلى المتظاهرين الغاضبين الذين احتشدوا عند مقر
مجلس الشورى. وهم واقفون طلب منهم أحد ضباط الجيش أن يفسحوا الطريق لمرور مجموعة من جنود الشرطة، لكى ينضموا إلى زملائهم الذين كانوا يدافعون عن مقر وزارة الداخلية. بعدما استجابوا لطلبه، فوجئوا بأن ضابط الشرطة الذى كان ينتظرهم على الجانب الآخر أعطاهم ذخيرة وأمرهم بإطلاق النار على المتظاهرين الواقفين. ركض الشباب لكن ضابط شرطة آخر استوقفهم، وتحت تهديد السلاح طلب منهم أن يصطفوا بحيث يديرون ظهورهم له ويرفعوا أيديهم إلى أعلى. حين فعلوها انهالت عليهم الرصاصات من الجنود المتمركزين، وهو واقف. شاهد صاحبنا رصاصة تخترق ظهر الواقف إلى جواره ورآه وهو يتهاوى ويسقط صريعا. حاول أن يجرى بعيدا فجاءته رصاصة فى فخذه أسقطته على الأرض. بعد لحظات وجد نفسه تحت كومة من جثث المصابين. تجمع حولهم الجنود وانهالوا عليهم ضربا بكعوب البنادق وهم يسبون أمهاتهم بأقذع الشتائم. كان كل جريح يأخذ حصته من الضرب ثم تلقى جثته جانبا. وحين جاء دوره. أخبر أحد الجنود ضابط الشرطة بأن الشاب ينزف وأنه غارق فى دمائه. وأشار إلى إصابته فى فخذه، فما كان من الضابط إلا أن أمسك بسلاحه وظل يضرب الشاب بوحشية فى مكان النزيف، ثم ينهال بكعب البندقية على رأسه التى أحدث فيها أربعة كسور. وحين أدرك الضابط أنه على شفا الموت تركه ومضى. لمح صاحبنا جنديا يرمقه فاستغاث به، فتقدم نحوه وأمسك بالحزام المحيط بخصره ثم رفعه قليلا، حيث فتش فى جيوبه وأخذ كل ما فيها. وبعد ذلك ألقى بجثمانه على الأرض. وهو فى هذه الحالة لاحظه بعض المتظاهرين فسارعوا إلى نقله إلى مستشفى قصر العينى. حيث عولج هناك، وأمضى أيامه الأولى على أرضية المستشفى الذى اكتظ بالمتظاهرين، وأخبره أحد الأطباء عقب جراحة أجريت له أن الرصاصة التى اخترقت فخذه من النوع المحرم دوليا، لأن جزءا منها ينفجر داخل الجسم ويمزق الأوردة والشرايين. وذلك هو ما حدث معه. أمضى صاحبنا ــ اسمه محمد الفرماوى ــ عاما كاملا تحت العلاج لإزالة آثار الخرطوش الذى ملأ ظهره والكسور التى أصابت رأسه، فضلا عن تهتك أوردة وشرايين ساقه اليسرى وهو ما اقتضى إجراء العديد من العمليات الجراحية، ثم عاد بعد ذلك لكى يواصل عمله مدرسا بإحدى مدارس اللغات الدولية.

فى العام الثالث للثورة شاءت المقادير أن ينضم محمد الفرماوى وشقيق له اسمه مصطفى إلى مؤيدى الدكتور محمد مرسى. وأن يعتصم مع المعتصمين فى محيط مسجد رابعة العدوية. وهما هناك، لمحا مجموعة التفت حول شاب وانهالت عليه بالضرب، وحين استفسر محمد عن الموضوع قيل له إنه لص ضبط وهو يسرق الهواتف المحمولة من المعتصمين. وإذ لاحظ أن ضربه كان شديدا بحيث أدى إلى قطع أحد أصابعه. فإنه تدخل هو وشقيقه وثلاثة آخرون، وخلصوه من أيديهم وتولوا نقله إلى مستشفى البنك الأهلى القريب من الطريق الدائرى. فى الطريق استوقفهم كمين للشرطة، فاستغاث به اللص مدعيا أن الإخوان خطفوه من منطقة رابعة العدوية. فألقى الضابط المختص القبض على الجميع، ثم اقتادهم إلى أقرب قسم للشرطة.

القصة تناقلتها الصحف وقنوات التليفزيون بطريقة مختلفة تماما. إذ ذكرت أن «الإرهابيين» المؤيدين للرئيس مرسى اعتدوا بالضرب على أحد معارضيه «اللص!» وقطعوا أصبع يده. وشاء حظ محمد الفرماوى أن يحتفظ على هاتفه المحمول بصوره له أثناء زيارة قام بها إلى غزة ضمن إحدى قوافل الإغاثة الإنسانية، وخلال الزيارة كرَّمهم رئيس وزراء القطاع، وكانت الصورة له وهو يصافح السيد إسماعيل هنية وهو ما اعتبر «جريمة» أخرى لا تقل فداحة عن تأييد الدكتور محمد مرسى. لأن صورة «التلبس» عممت على جميع الصحف المصرية، واعتبرت دليلا ليس فقط على ارتباط محمد الفرماوى بحركة حماس، ولكنها استخدمت قرينة على أن ذلك «الإرهابى» تدرب فى غزة ضمن كتائب عزالدين القسام، لكى يتأهل لممارسة الدور التخريبى فى مصر!

كانت جريمة اللص أهون فأطلق سراحه واعتبر مجنيا عليه، أما جرائم محمد الفرماوى فقد كانت من النوع الذى لا يمكن التسامح معه، لأن ما فعله وصحبه اعتبر تهديدا للأمن القومى فى مصر.

لم تنته القصة بعد، لأن جهاز الأمن الوطنى العائد قام باللازم، وتم تحويل المجموعة إلى محكمة الجنايات بعد اتهام أفرادها بارتكاب قائمة الجرائم التى تم تلفيقها استنادا إلى ما سبق. ويفترض ان تنظر القضية هذا الأسبوع ــ هل نضحك أم نبكى؟

اليوم .. مؤتمر صحفي لـ6 إبريل لعرض رؤية الخروج من الأزمة

أكمل المقال
تعقد حركة شباب 6 إبريل مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم الاثنين، لعرض موقف الحركة من الأحداث الحالية .
وأضافت الحركة في بيان لها أن المؤتمر سيتضمن رؤية الحركة للخروج من الأزمة والتحركات المستقبلية لـ6 إبريل.

مسلم: الشرطة تعتبر الاعتداء على المساجد استكمالا لثورتهم المزعومة

أكمل المقال
استنكر د. إيهاب مسلم استشاري الإدارة والتسويق، اعتداء الشرطة والبلطجية على المصلين المؤيدين للشرعية داخل المجمع الإسلامي بدمياط، قبل فجر اليوم.

وقال مسلم، عبر موقع "تويتر":"الشرطة تعتبر الاعتداء على المساجد استكمالا لثورتهم المزعومة فى 30 يونيو وكأن المساجد مقار للرئيس المنتخب"
عاجل : وزيرا خارجية ‫قطر‬ و ‫الإمارات‬ ووليام ‫بيرنز‬ وممثل الاتحاد الأوروبي في طريقهم للقاء نائب المرشد المهندس خيرت ‫الشاطر‬

عاجل : وزيرا خارجية ‫قطر‬ و ‫الإمارات‬ ووليام ‫بيرنز‬ وممثل الاتحاد الأوروبي في طريقهم للقاء نائب المرشد المهندس خيرت ‫الشاطر‬

أكمل المقال
عاجل :
وزيرا خارجية ‫قطر‬ و ‫الإمارات‬ ووليام ‫بيرنز‬ وممثل الاتحاد الأوروبي في طريقهم للقاء نائب المرشد المهندس خيرت ‫الشاطر‬

الجوز يمنع فقر الدم والتخلف العقلي

أكمل المقال
يشير علماء من جامعة سان فرنسيسكو بولاية كاليفورنيا الامريكية، إن الاشخاص الذين يعانون من فقر الدم الذي يسبب نقص الكريات الحمراء في الدم معرضون اللا الاصابة بتخلف عقلي "الخرف". إن السبب الرئيسي لفقر الدم باستثناء حدوثه بسبب النزيف، هو نقص عنصر الحديد في دم الانسان.

وشارك اكثر من 2500 متطوع تتراوح اعمارهم بين 70 و79 سنة، في الاختبارات التي اجراها العلماء. كان هؤلاء يخضعون خلال 11 سنة بصورة دورية الى اختبارات فقر الدم، وكذلك لمستواهم العقلي والفكري. وتبين في بداية الاختبارات، بأن 393 منهم يعانون من فقر الدم، وأن 89 منهم لديهم تخلف عقلي. وكانت نسبة 41 % من الذين يعانون من فقر الدم، معرضون لظهور تخلف عقلي لديهم.


وتقول كريستينا يافي، المشرفة على الدراسة "إن 23 % من حالات فقر الدم هي لدى الاشخاص الذين بلغوا 65 من العمر واكثر. وسبق ان ثبت بان هذا مرتبط بخطر الوفاة قبل الآوان". إن العلاقة بين فقر الدم والتخلف العقلي لم تتغير، بسبب القومية او الجنس والتعليم. وتقل يافي هناك توضيح لهذه العلاقة "يمكن ان يشير فقر الدم الى سوء الحالة الصحية بصورة عامة، كما يمكن ان يسببه نقص الاوكسجين. إن انخفاض كمية الاوكسجين الى الدماغ تؤثر سلبا على الذاكرة والتفكير، ويمكن ان يؤدي الى تلف الخلايا العصبية".

ويقول العلماء، انه مع انخفاض كمية الاوكسجين التي تصل الى أنسجة الجسم يظهر خطر انخفاض النشاط العقلي وتظهر اعراض الجوع الاوكسجيني "Hypoxia – نقص الاكسجة". وينصح العلماء في هذه الحالة تناول كمية من الجوز يأتي بعده السمك والكبد وشرائح اللحم.

كما ان الحمية الغذائية الغنية بالخضروات والفواكه المستخدمة في دول حوض البحر الابيض المتوسط، تفيد ايضا. وعلى الاشخاص الذين تجاوزوا 65 سنة من العمر ان يراقبوا نسبة عنصر الحديد في دمهم بين فترة واخرى

ا

د. صلاح سلطان يكتب: مفارقات بين اعتكاف المساجد ورباط رابعة العدوية

أكمل المقال
اعتكاف المساجد سنة عند بعض العلماء تحفيزا لقلوب المؤمنين، وتلمسا لليلة القدر كما قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر:3)، أما الرباط في رابعة العدوية فهو فرض على كل مسلم ومسلمة، مصري ومصرية، من باب "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، حماية للشريعة الإسلامية عقيدة وأخلاقا وعبادة، ودفاعا عن الضرورات الست: الدين والنفس والعرض
والنسل والعقل والمال، وتخليصا لمصر من انقلاب دموي سرق مصر من أحضان الثوار إلى العسكر، ومن تحكم صندوق الانتخاب دعما للمسار الديمقراطي إلى تحكم الدبابة والبيادة دعما للمسار الدكتاتوري، مما ينذر بعواقب بدت ملامحها الأولى دماء وأشلاء لثمانية آلاف من الجرحى والشهداء، فانهار أمن المواطن، وزاد حصار المساجد، وتوالى قتل الساجدين في العريش والحرس الجمهوري ورمسيس، وعادت السرقات بالجملة، وعادت رموز مبارك وعلى رأسهم أحمد عز وأنس الفقي بكل وقاحة، في شكل براءات قضائية، وحقائب وزارية، وصارت تهاني الجبالي والنمنم وآخرون يجهرون بعلمانية مصر لا إسلاميتها، وأن الديمقراطية -عندهم- لابد أن تسبح في بحر من الدم، وصار لواء الداخلية على الملأ يطالب بوقف صلاة الفجر، وحوصر مسجد القائد إبراهيم في الإسكندرية، واعتلى القناصة من الجيش والشرطة مئذنة مسجد فاطمة داخل جامعة الأزهر، وصوبوا الرصاص الحي على رؤوس وصدور الأبرياء فقتلوا فوق المائة والخمسين، وصار البابا تواضروس يهنئ نفسه ومصر على صفحته على التويتر بقدرة الجيش والشرطة على قتل وجرح ٤٥٠٠ متظاهر في غداة واحدة عند النصب التذكاري بشارع النصر ليلة وصباح السبت 18 من رمضان 1434هـ الموافق ٢٨/٧/ ٢٠١٣ م وهو رقم يفوق كل من قتلوا وجرحوا في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

وإنني والله أشهد ربي لقد خرجنا من رابعة في شارع النصر لا نريد سوى تخفيف الضغط الشعبي الهائل الذي فاق الملايين الثلاثة، وكنا نخاف من الزحام أن يقتل الناس اختناقا في ميدان رابعة، وتحركنا سلميين، ووجدنا أعدادا هائلة من قوات الشرطة وسيارات مصفحة كثيرة وبلطجية بأعداد غفيرة، وباغتوا المسيرة السلمية بوابل من القنابل المسيلة للدموع، المفضية إلى التوتر والتشنج العصبي والإغماء والرغاء والقيء من الأنواع المحرمة والمجرمة دوليا، ثم انطلقت البلطجية بحماقة نادرة وحراسة الشرطة، بقتل وضرب وسحل رهيب للسلميين في وقت السحر فاضطروا للدفاع بالحجر، ولما أصابوا بعضا من البلطجية وجدنا كثيرا منهم منقوشا الصليب على أيديهم، بل شاهد عدد من المعتصمين ضابط شرطة يقوم بعمل القداس الصليبي ثم يطلق النار مرارا تنشينا على صدور المتظاهرين، واكتمل المشهد الدموي بقناصة من الجيش من مئذنة مسجد فاطمة الزهراء وكلية الدعوة بجامعة الأزهر والمنصة وصار المشهد كله أصعب من وصف الكلمات فقد رأيت دماء الشهداء والجرحى، في المستشفى الميداني فاقت يوم مذبحة الساجدين بالحرس الجمهوري.

وعدت بالذاكرة للاعتكاف في المساجد لكنه صار ممنوعا في مصر، ملاحقا من أمن الدولة، فيباح لك الآن في مصر أن تقضي ليالي رمضان في الفنادق والصالات رقصا وعريا وسكرا وفجورا، وتكون محروسا مرضيا عنك من قادة ومطبلي الانقلاب العسكري، بينما الاعتكاف تلمسا لليلة القدر، وتضرعا لله أن ينقذ مصر مما حل بها جريمة كاملة يعاقب عليها أمن الدولة بالاعتقال والتعذيب وتفاجئ أنك إرهابي ويلبسونك تهمة حيازة أسلحة متنوعة، وخطة كاملة لقلب نظام الحكم، ونية قتل المسئولين، وهدم المنشآت والتخابر مع جهات خارجية خاصة حماس، والتآمر ضد مصر كلها، وأنت لم تزد على حيازة مصحف في بيت من بيوت الله تعالى، تصلى فتخشع، وتتدبرالقرآن فتخضع، وتدعو بحرقة وتضرع، وتخشى مع هذا على عملك ألا يرفع، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" (المؤمنون: 60-61)، فلم يعد للمتدينين والأحرار الأبرار الأطهار سوى ميدان رابعة العدوية والنهضة ملاذا، يرابطون ويعتكفون منذ أكثر من شهر يتوسلون إلى الله أن يجعل مصر بلدا آمنا، وصرت أهتف بعلمائنا الذين آثروا العزلة والاعتكاف في مساجد مصر أو الخليج وغيره: تعالوا: هنا الرباط، وهو أعلى درجة من الاعتكاف في الحرمين، ولعلنا هنا نستحضر ما قاله عبد الله بن المبارك يعظ معتكفي الحرمين من أمثال الفضيل بن عياض بكلمات خلدها التاريخ أهمها:

يا عابد الحرمين لو أبصرتنا *** لعلمت أنك في العبادة تلعب

من كان يخضب جيده بدموعه *** فنحورنا بدمائنا تتخضب

أو كان يتعب خيله في باطل *** فخيولنا يوم الكريهة تتعب

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا *** رهج السنابك والغبار الأطيب

ولقد أتانا عن مقال نبينا *** قول صحيح صادق لا يكذب

لا يستوي وغبار خيل الله في *** أنف امرىء ودخان نار تلهب

ومن هنا أنادي معتكفي المساجد تحت رقابة وتهديدات أمن الدولة، فروا إلى الله في ميدان رابعة العدوية والنهضة لاستعادة أكبر بلد عربي من مغتصبيها الحقيقيين الصهيوأمريكان، وعملائهم من بعض العمائم الخليجية، والرتب العسكرية، والجيف الإعلامية، والهبيشة للكعكة المصرية الثرية، لكنك تدهش حقا عندما تجد ثبات المرابطين في رابعة العدوية، من أمهات وآباء فقدوا أولادهم شهداء فيأتون بالعائلة كلها رباطا في رابعة العدوية ووفاء لدم الشهيد، فتعجب من مروءات المصريين البسطاء، فضلا عن الأعداد الهائلة من العلماء والدعاة الذين تقدموا الصفوف في الشهادة والجراح وكل المغارم كما قال الشاعر: 

كلانا إلى الهول بارى أخاه  *** وخلف أخيه لدى المطمع

نحن أمام صور نادرة من الإيمان والشهامة والمروءة والصبر والجلد والقوة والعزة تدهش كل المعتكفين في المساجد والكارهين للساجد فهذا أب بسيط ثقافة ومدخن عادة يقول على منصة رابعة العدوية: لقد نجح ولدي محمود ب ٩٧٪ في الثانوية العامة وأبلغني من ميدان رابعة وأنا في القطار بهذا النجاح الباهر فسجدت لله شكرًا على أرض القطار فكافأني الله بالزيادة بأن أكرمه بالشهادة ليكون من أهل الجنة كما قال تعالى: "لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ " (إبراهيم: من الآية7)، وجاء بعد دفن ولده بكل أسرته من كفر الزيات معتكفا في رابعة العدوية، أتحسبون أن الله يضيع بذل وثبات ومروءة هذا الأب وغيره، والله يقول : "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ" (البقرة: من الآية143)، "فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ" (الصافات:87)، إنه سبحانه يمهل ولا يهمل، "وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ" (الأنعام: من الآية147)، وعلى الجانب الآخر، "إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" (التوبة: من الآية:120)، وسينفذ وعده للمؤمنين المرابطين المضحِّين، بالعز والتمكين، ولكنكم قوم تستعجلون.

بدأ العد التنازلي - بقلم راغب السرجانى

أكمل المقال
قد يتبادر إلى ذهن من يقرأ عنوان هذا المقال أشياء كثيرة، في هذا الزمن المتسارع الخطى، والذي قلت فيه البركة في الوقت حتى صار الزمن فعلاً يتفلت من بين أيدينا.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ - وَهُوَ القَتْلُ القَتْلُ - حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ".. حقًا إن الزمان يتقارب، وسرعان ما نجد الأيام قد ولَّت، والشهور قد انقضت، ويتحسَّر بعضنا على فواتها، ولا ينتبه أكثرنا إلى ضياعها..


أيها الإخوة والأخوات الكرام..
لم يبق في شهر رمضان إلا أيام قليلة، وليال معدودة، وعما قريب نقول قد انتهى الشهر الكريم، وعلينا أن ننتظر سنة كاملة - إن كان في العمر بقية - حتى ندرك رمضان من العام القادم..

مهما كانت الأحداث التي تمر بالأمة فإن رمضان له صفات لا تتبدل أو تتغير على مر الزمان.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ".. هذه حقائق ثابتة غير مرتبطة بأحداث الأرض، فمهما كانت ظروفنا صعبة، ومهما كانت أحوالنا متقلبة، تظل أبواب الجنة مفتَّحة في رمضان، وتظل أبواب النار مغلَّقة، وتظل الشياطين مصفدة، وعما قليل عندما يأتي شهر شوال يعود الكون إلى طبيعته الأولى، وتنتهي نفحات رمضان.

إن المنادي قد نادى علينا جميعًا: "يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ"..

فمن الملبي يا أحبابي؟!

إياك أن تخرج من هذا الشهر وقد بقى لك ذنبٌ لم يُغفر! فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ".. وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ .."

قف بين يدي مولاك كثيرًا، واطلب العفو والغفران.. ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يلفت نظر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إلى أهم الأعمال في ليلة القدر إن أدركتها فيقول لها: "قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"..

ما زالت أمامنا فرصة والحمد لله..

أكثروا من التوبة والاستغفار وطلب العفو من الكريم..

لا تضيعوا اللحظات الأخيرة من الشهر الكريم في جدالات وحوارات، وفي تعليق على كلام فلان أو غيره، وفي متابعة لوسائل الإعلام، وفي كذا وكذا من الأمور التي يوهمك الشيطان أنها مهمة جدًا في هذه اللحظات..

حِذار من إبليس..

إنه يريد للشهر أن يتفلت من بين يديك، فهو مصفد الآن، لكن ما زالت له وسوسة، وهو لا يريدك أن ترقى في سلم الطاعة، وهو مسلسل في هذه الحالة.. لا تعطه الفرصة.. فلتكن مفاجأتك له أنك قد بدأت شهر شوال بصفحة بيضاء بلا ذنوب..
قد أعطاك الله فرصة الحياة في رمضان، وهذه الفرصة لم يعطها لبعض إخواننا وأخواتنا الذين قضوا وماتوا قبل شهر رمضان.. فلا تضيع هذه الفرصة فقد لا تعود..

قال أبو هريرة رضي الله عنه: "كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلِيٍّ حَيٌّ مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا، وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ: فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا، أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ، فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، فَأَصْبَحْتُ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ، وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ، أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ؟".

إن أمامنا أيها المسلمون والمسلمات فرصة كبيرة لإدراك الشهداء، وللسبق في ميدان الطاعة، وللإسراع إلى دخول الجنة، فاحرص على وقتك من الآن فصاعدًا، ولا تمرنَّ عليك لحظة دون ذكر أو قرآن، أو صلاة أو دعاء، أو صلة رحم أو عون محتاج، أو صدقة أو إحسان، وترقَّب ليلة القدر، وادع الله أن يرزقك قيامها إيمانًا واحتسابًا، فنحن لا ندري أين سنكون في عامنا القادم.. أمن أهل الدنيا أم من سكان القبور..

ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.