اهم الوظائف

الرئيس «خائن وعميل»!

الرئيس «خائن وعميل»!

أكمل المقال
ماذا يمكن أن يحدث لو أن الرئيس محمد مرسي قاضى الذين شبهوه بالرئيس السابق حسني مبارك، وطالبهم بتعويض مالي جراء ذلك، معتبرا أن ذلك التشبيه يسيء إليه ويشوه صورته داخل مصر وخارجها؟

لم يخطر لي السؤال إلا أمس فقط، حين قرأت تقريرا بثته وكالة الأناضول للأخبار، خلاصته أن رئيس الوزراء التركي فعلها، وتقدم بدعوى إلى القضاء ضد أبرز زعماء المعارضة كمال قليشدار أوغلو طالبه فيها بتعويض قيمته مليون ليرة (450 ألف يورو) لأنه شبهه بالرئيس السوري بشار الأسد. وهي القصة التي رويتها قبل أيام، حين أطلق الزعيم التركي كلامه هذا في اجتماع للاشتراكية الدولية في بروكسل، الأمر الذي أثار استياء رئيس المجموعة الاشتراكية الديمقراطية بالبرلمان الأوروبي هانز سوبودا، فاضطر الرجل للانسحاب من الاجتماع، ورفض أن يلتقي بعد ذلك بالسيد قليشدار أوغلو ما لم يسحب كلامه أو يصوِّبه.

كانت المناسبة التي دعت السياسي التركي المعارض إلى إطلاق ذلك التشبيه أنه تطرق في كلمة ألقاها إلى حادث التفجير الذي وقع في مدينة الريحانية التركية القريبة من الحدود السورية، مما أدى إلى مقتل 51 تركيا (اتهمت المخابرات السورية بتدبير الحادث) وهو يعلق على ما جرى قال السيد قليشدار أوغلو إن أردوغان يتحمل مسؤولية التفجير وينبغي أن يشار إليه بحسبانه «قاتلا». وأضاف أنه في ذلك لا يختلف كثيرا عن الرئيس بشار الأسد. حيث لا خلاف بينهما سوى في «النبرة» فقط. وهو الكلام الذي أغضب أردوغان واعتبره مسيئا إلى شخصه ومقامه. لذلك رفع محاموه دعوى التعويض المالي لرد اعتبار رئيس الوزراء وإدانة مسلك الزعيم المعارض.

حين وقعت على هذه التفاصيل قلت إن هذا الذي أغضب أردوغان صار الكلام الدارج والمعتاد في وصف الرئيس مرسي، الذي أصبح تشبيهه بالرئيس السابق أمرا مألوفا في وسائل الإعلام. وقد سمعت نقيب المحامين يتحدث عن الرئيس محمد مرسي مستخدما نفس الأوصاف والعبارات التي رددها الزعيم التركي بحق رجب طيب أردوغان. إذ قال عن الرئيس مرسي إنه لا يختلف في شيء عن سابقه، فكلاهما مارسا الاستبداد وكلاهما يتحملان المسؤولية عن قتل المصريين. ومن يطالع صحف ومنابر الإعلام المصري يجد أن إطلاق مثل تلك الاتهامات أصبح يمثل الحد الأدنى وأبسط عبارات النقد والغمز التي توجه إلى الرئيس مرسي، لأن سيل الاتهامات والانتقادات لم يصبح بلا سقف فحسب، ولكن اللغة المستخدمة ذاتها تجاوزت كل الحدود والأعراف. فهناك أوصاف وإيحاءات جارحة لا أستطيع أن أشير إليها إلا من بعيد (مثل إلقاء كميات من البرسيم أمام بيت الرئيس). وقد ترددت على شاشات التلفزيون وفي بعض الكتابات المقولة التي ادعت بأن الرئيس «مجرم هارب من العدالة». ونقلت إحدى الصحف تعليقا لأحد هواة السياسة الذين برزوا مؤخرا وجه الخطاب فيه إلى وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي قائلا: تحرك يا سيسي ولا تنتظر أوامر الخائن العميل وعصابته في مكتب الإرشاد! (جريدة الدستور 21/5) ورغم أن صاحبنا لم يشر صراحة إلى اسم الرئيس مرسي فإن أحدا لا يستطيع أن يختلف على أنه المقصود بالكلام، لأنه الوحيد في السلطة الذي يستطيع أن يصدر أمرا إلى وزير الدفاع.

أرجو أن يعتبر السؤال الذي ألقيته في بداية الكلام افتراضيا، لأنني لست أدعو إلى تحريض الرئيس مرسي وأعوانه لكي يتقدموا كل يوم ببلاغات إلى النائب العام ضد السياسيين والإعلاميين الذين لا يعرفون حدودا للنقد والاتهام، وإنما العكس هو الصحيح، حيث أتمنى ألا يقحم القضاء في الموضوع من الأساس. وبطبيعة الحال فإنني لا أدعو إلى تحصين الرئيس أو أي مسؤول في الدولة ضد النقد والمساءلة والمراجعة. كما أنني لا أنكر أن بعض ممارسات الرئاسة وأخطائها لم تكن في مستوى التعبير الصحيح عن قيمة الدولة وهيبتها، الأمر الذي شجع آخرين على التطاول واستباحة كرامة الرئيس وغيره من المسؤولين.

لكني فقط أقول إن كرامة الرئيس من كرامة الدولة، وإن انهيار قدسية الحاكم والجرأة في مواجهته ينبغي ألا تترجم إلى سلوك يزدريه ويحط من قدره. علما بأن النقد النزيه هو الذي يقوم على الدليل والحجة دون أن ينزلق إلى مدارج البذاءة والتجريح إلى حد إطلاق أوصاف الخيانة والعمالة على رئيس الدولة أو على أي مواطن عادي. لست أدعو إلى تأييد الرئيس والتصفيق له، لكنني أدعو إلى معارضته بكرامة وشرف. ومن المؤسف أن ذلك أصبح مطلبا صعبا في الأجواء الراهنة.
فهمي هويدي يكتب: فتوى فاسدة

فهمي هويدي يكتب: فتوى فاسدة

أكمل المقال
فتوى القيادى الإخوانى بعدم جواز تهنئة الأقباط بعيد القيامة لم يحالفها التوفيق لا فى المضمون ولا فى التوقيت. صاحب الفتوى هو الدكتور عبدالرحمن البر الذى أصدرها بصفتين إحداهما أنه عضو فى مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان، والثانية أنه استاذ علم الحديث بجامعة الأزهر. وقد ذكر فيها ما خلاصته أن تهنئة شركاء الوطن من الأقباط فى مناسباتهم وأعيادهم المختلفة من الإحسان والبر الذى أمر به الله وحث عليه القرآن، طالما أن تلك التهنئة لم تشتمل على التلفظ بشعارات أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام. وقد اعبتر أن تهنئتهم بعيد الميلاد من الأمور المقبولة والمستحبة، لأن المسلمين يؤمنون بأن المسيح عليه السلام هو رسول من أولى العزم من الرسل، وأنه بشر كانت ولادته آية من آيات الله، وكانت خيرا على البشرية. إلا أنه اعتبر التهنئة بعيد القيامة أمرا غير مشروع، لأنها من قبيل الأمور التى تتناقض مع عقائد المسلمين الذين يعتبرون أن المسيح لم يصلب حتى تكون له قيامة، وإنما عصمه الله من اليهود ورفعه إليه. وهو يسجل هذا الموقف ذكر أن ما ذهب إليه لا ينفى الإقرار بحق شركاء الوطن فى أن يعتقدوا ما يشاءون أو أن يفعلوا ما يشاءون. وقال إن التحية والمجاملة بمثل عبارة كل سنة وأنتم طيبون، «لا حرج على الإطلاق فى أن يقولها المصرى المسلم لغير المسلم فى أى وقت وفى كل مناسبة». بالمعيار النسبى تعد فتوى الدكتور البر أفضل وأكثر تقدما من فتاوى بعض السلفيين الذين لهم خصومتهم التقليدية مع الأقباط، بل ومع بعض المسلمين أيضا، وإذا قارنت نص فتواه المنشورة على شبكة التواصل الاجتماعى، والتى تحدث فيها عن استمرار تواصله مع الأقباط وتعدد زياراته للكنيسة، بآراء الآخرين الذين لم يجيزوا إلقاء السلام عليهم أو مصافحتهم فى أعيادهم، فستجد أن كلامه أكثر إيجابية من غيره، مع ذلك فإننى ما تمنيت أن أقارنه بالأسوأ، لأن التقييم الصحيح له يتم من خلال المقارنة بالأفضل والأكثر التزاما بمقاصد الشرع ومصلحة الوطن. من هذه الزاوية فإننى أزعم أن مقارنة فتواه بموقف الخطاب السلفى شبيهة بالمقابلة بين العور والعمى. وإذا حصرنا المقارنة فى هذه الدائرة فسوى نفضل الأولى على الثانية، بطبيعة الحال. إلا أننا إذا وسعنا الدائرة فسنجد أن تمام الإبصار أفضل بمراحل من هذين الخيارين. لقد ذكرت أن التوفيق لم يحالف شيخنا الجليل فى مضمون ما أفتى به وتوقيته. ومشكلة المضمون تكمن فى أنه حمل التهنئة ببعد عقيدى، فى حين أنها فى نظر المواطن العادى من قبيل المجاملة والتعبير عن المودة الإنسانية والمجتمعية التى لا شأن لها بالخلفية العقيدية. وللعلم فإننا لو حكَّمنا المنطق الذى اعتمده فلن نجيز تهنئة الأقباط بعيد ميلاد المسيح، رغم أنه أيدها. ذلك أن هناك خلافا عقيديا حول تقييم شخصية المسيح بين المسلمين وعموم المسيحيين. فالأولون يرون أنه نبى الله، والمسيحيون يعتبرونه ابن الله. وإذا استخدمنا منطق الدكتور البر فلن نعدم أحدا يقول بأن تهنئة الأقباط بتلك المناسبة تعد إقرارا من المسلمين بما يخالف رأى الإسلام فى نظرته إلى طبيعة المسيح. وإذا أخذنا برأيه فى أن تحية المسلم للقبطى فى هذه المناسبة تعد من قبيل المجاملة التى لا تعنى الإقرار بالموقف العقيدى فإن الحجة ذاتها تبرر التحية التى يمكن أن تصدر فى مناسبة عيد القيامة. ومن ثم تهدم تحفظه على مبدأ تهنئته للأقباط فى تلك المناسبة. إن شيخنا رأى فى التهنئة التى رفضها عنصرا ظنيا لا يخطر على بال المواطن العادى. لكنه لم ير بعدا قطعيا يصب فى صلب المصلحة العامة ووحدة الجماعة الوطنية. وهو اعتبار يستدعى فكرة الملاءمة فى توقيت إصدار الفتوى. ذلك أن وحدة الجماعة الوطنية مطلوبة فى كل الأوقات، إلا أنها فى الظروف الراهنة أشد إلحاحا. ليس فقط بسبب الاحتقان الطائفى الطارئ على المجتمع المصرى، ولكن أيضا لأن الإخوان المسلمين أصبحوا يشكلون طرفا أساسيا فى الحكم. ومن ثم تعين عليهم أن يقدموا نموذجا إيجابيا فى تأسيس علاقتهم بالأقباط. وهذا الذى قال به الدكتور عبدالرحمن البر لا يخدم ذلك الهدف، بل ويضر به. لأنه فى نهاية المطاف يبعد ولا يقرب ويضعف الوشائج ولا يوثقها ويقويها. إن نقطة الضعف الأساسية فى الفتوى أنها ركزت على ما هو عقيدى وتجاهلت ما هو سياسى. وذلك أمر يمكن تفهمه طالما أنه اجتهاد داخل الإخوان، ولكن حين تكون الجماعة طرفا أساسيا فى حكم البلاد فإن رؤية المصلحة الوطنية تصبح أمرا واجبا وملزما بذلك أزعم أن موقف الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة كان أكثر صوابا حين تقدم بالتهنئة للأقباط بالمناسبة، فى مبادرة تجاوز فيها رأى الدكتور البر وانحاز إلى مصلحة الوطن.وهو أمر محزن حقا أن تتحول مسألة تهنئة الأقباط بعيد لهم إلى موضوع للمناقشة فى وقت يواجه الوطن والثورة فيه تحديات كبرى تستحق من الجميع عقلا أكبر ونظرا أبعد وإدراكا أعمق للمقاصد والمصالح. إن بعض فقهائنا يخدمون الإسلام أكثر إذا سكتوا فاستراحوا وأراحوا. 

عناوين جريدة التحرير السبت 4/5/2013

أكمل المقال

تصدرت العناوين التالية عدد «التحرير» الصادر السبت 4 مايو

انفراد.. كشف الداخلية بأسماء 2882 هاربًا من سجون وادى النطرون لا يتضمن اسم محمد مرسى


أبو إسماعيل يكذب من جديد: لم أقُل إن السيسى ممثل عاطفى..

حقوقيون وسياسيون: صمت الرئاسة عن أبو إسماعيل دليل على دعمها لإهانة الجيش

مظاهرات سلفية تحاصر الأمن الوطنى وترفع علم السلفية الجهادية أعلى المقر.. وغياب مريب لتأمين المبنى

حائط مبنى الأمن الوطنى وقد كتب عليه سلفيون

نجل قيادى إخوانى يقتل اثنين بالرصاص لأنهما يعارضان الرئيس الإخوانى.. والأهالى يردُّون بقتله وإشعال النار فى منزل أسرته

مندوب من الرئاسة والمخابرات فى استقبال أسرة ساويرس فى المطار

نادى القضاة: لن نشارك فى مؤتمر العدالة

قطع السكك الحديدية فى الصعيد 12 ساعة بعد اختفاء فتاتين فى سوهاج والمنيا

خبراء: إلغاء الشهادة الابتدائية يرفع نسبة الأمية.. ومدّ الدراسة شهرًا كارثة

كيف استطاع النابلسى تهريب ثروته داخل دبدوب؟

نبيل عمر يكتب: وصف مصر بالجريمة.. نحن الذين اشتروا التروماى
عناوين جريدة المصريون السبت 4/5/2013

عناوين جريدة المصريون السبت 4/5/2013

أكمل المقال

*الرقابة الادارية تحقق مع مسؤلين بالرئاسة بتهم فساد 

* التعديل الوزاري خلال ساعات 

* التراس ثورجي يهدد بغلق منزل قنديل بالجنازير

* الامن الوطني يدعو الاسلاميين للحوار بعد محاصرته 

* شاهين الرئيس والاخوان لا يعرفون شيئا عن الاسلام 
انتصار الأمعاء الخاوية! بقلم فهمى هويدى

انتصار الأمعاء الخاوية! بقلم فهمى هويدى

أكمل المقال


انتصر الأسير سامر العيساوي على سجانيه الإسرائيليين، حين أجبرهم على تحديد موعد إطلاق سراحه. وبذلك أنهى أطول إضراب في التاريخ. إذ ظل ممتنعا عن الطعام طوال تسعة أشهر، احتجاجا على إعادة اعتقاله بغير وجه حق. أمس نشر القرار الإسرائيلي بعدما قرر سامر أن يمتنع حتى عن شرب الماء أيضا لكي لا يرى سجانيه، وتحول إلى هيكل عظمي قعيد، لا يملك سوى إرادة جبارة ظل يتحدى بها الاحتلال بكل سلطاته وهيلمانه. وكانت التقارير الطبية قد ذكرت أن صحته دخلت طور الخطر الشديد.

كان العيساوي (33 سنة) قد اعتقل أول مرة في سنة 2002 لمجرد أنه عضو في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وبسبب نشاطه السياسي حكم عليه بالسجن لمدة ثلاثين عاما. أمضى منها عشر سنوات في السجن ثم أطلق سراحه ضمن صفقة استعادة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط. ولكن السلطات الإسرائيلية ظلت تتربص به طوال الوقت، إذ ظل يتم إيقافه كل شهر عدة مرات في القدس، ويحتجز في مراكز الشرطة لساعات طويلة قد تصل إلى عشر، ثم يسمح له بالعودة إلى بيته بعد ذلك.

لم يتخل سامر عن كبريائه وعناده. ولا غرابة في ذلك. فهو ابن أسرة فلسطينية دفعت ثمن بقائها تحت الاحتلال. فجدَّه كان من الرعيل الأول الذي انضم إلى منظمة التحرير، وجدته استشهدت في الانتفاضة الأولى. وأبوه وأمه جربا الاعتقال. وله شقيق قتل في مذبحة الحرم الإبراهيمى، وشقيق آخر حكم عليه بالسجن 19 عاما، أما شقيقته المحامية فإنها أمضت عاما تحت الاعتقال. لم يبال سامر بالملاحقات الأمنية التي ظل يتعرض لها بعد إطلاق سراحه إذ كان يعتبر أنه أخرج من السجن الصغير ليدفع ثمن بقائه في السجن الكبير.

بعد عام من إطلاق سراحه تم اعتقاله وهو في طريق عودته من رام الله، وكانت تهمته أنه خرق بنود إطلاق سراحه التي تمنعه من دخول الضفة الغربية. كان ذلك في السابع من شهر يوليو عام 2012. قدموه إلى محاكمة عسكرية قضت بأن يستكمل عقوبته الأصلية التي كانت 30 عاما. بمعنى أن يقضى العشرين سنة الأخرى في السجن، وبنت المحكمة قرارها بناء على شبهات ومعلومات سرية لم يتح له أو لمحاميه الاطلاع عليها.

فى أول أغسطس، بعد المحاكمة مباشرة أعلن إضرابه عن الطعام احتجاجا على إعادة اعتقاله وإعادة محاكمته استنادا إلى معلومات سرية. فشلت محاولات إثنائه عن الإضراب، ورفض بعناد شديد كل المساومات التي عرضت عليه. وظل مصرا على أن يتحدى سجانيه وحكام إسرائيل بمعدته الخاوية، وهي السلاح الوحيد الذي بقي له، بعدما تخلت عنه السلطة الفلسطينية، التي كان غاية ما فعلته أنها نصحته بالإقلاع عن الإضراب عن الطعام. إذ كان ذلك هو الرد الذي سمعته أمه حين ذهبت إلى مكتب أبومازن وطلبت منه أن يتدخل لإنقاذ ابنها البريء. وكان رد الرجل ـ كما ذكرت الأم ـ أنه نصحها بدعوة سامر لفض الإضراب حتى يسمح لأبومازن بتسوية الموقف!

رفض العيساوي اقتراحا إسرائيليا بتخفيض مدة العقوبة من 20 إلى 16 عاما. ورفض أيضا عرضا أن يخفف السجن إلى 5 سنوات. وحين فشلت مثل هذه العروض فإنهم عرضوا عليه إبعاده إلى قطاع غزة لمدة عشر سنوات ثم إلى إحدى الدول الأوروبية بعد ذلك. لكنه رفض ذلك العرض أيضا وأصر على أن يعود إلى قريته العيساوية في شمال شرقي القدس. إزاء ذلك العناد الأسطوري لم تملك الحكومة الإسرائيلية سوى أن تقرر إطلاق سراحه بعد ثمانية أشهر، مشترطة أن يبقى في القدس الشرقية ولا يغادرها، وألا يدخل إلى الضفة الغربية وأن يمتنع عن الاتصال بعناصر المقاومة الفلسطينية. وهى الصفقة التي قبل بها سامر. واعتبرتها الحكومة الإسرائيلية صيغة تسمح لها بتجنب الآثار المحلية الدولية التي يمكن أن تترتب على وفاته التي باتت محتملة في ظل استمرار إضرابه عن الطعام والشراب، علما بأن قضيته وصلت إلى الساحة الدولية حتى طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بإطلاق سراحه.

لا يزال في السجون الإسرائيلية نحو 5 آلاف فلسطيني آخر بعضهم أمضى أكثر من عشرين عاما تحت الاعتقال التعسفي، وبعضهم يعاني أمراض مزمنة وخطيرة، وقد مات أحدهم أخيرا (ميسرة أبوحمدية) الأمر الذي فجر احتجاجات محلية ودولية واسعة ضد إسرائيل. واضطرت إسرائيل لإطلاق سراح آخر (محمد التاج) بسبب تدهور حالته الصحية وخشية تعرضه للموت وهو وراء القضبان. وجميعهم يشكلون ملفا مسكوتا عليه لم يعد لأصحابه من سلاح للدفاع عنه سوى أمعائهم الخاوية.